سفارة روسيا لدى واشنطن ترد على اتهامات "ترحيل" الأطفال الأوكرانيين
سفارة روسيا لدى واشنطن ترد على اتهامات "ترحيل" الأطفال الأوكرانيين
كشفت السفارة الروسية لدى واشنطن، عن أن موسكو تعمل ما بوسعها لحماية الأطفال الذين كانوا مضطرين للفرار من الفظائع التي ترتكبها القوات الأوكرانية.
وفي تعليقها على اتهامات وزارة الخارجية الأمريكية بـ"ترحيل" الأطفال الأوكرانيين، كتبت السفارة في صفحتها على "تليغرام": "قبلت روسيا الأطفال الذين كانوا مضطرين للفرار مع عائلاتهم من القصف والفظائع التي ارتكبتها القوات الأوكرانية"، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية.
وأضافت: "نبذل قصارى جهدنا للاحتفاظ بالمواطنين القصر في العائلات وفي حالة غياب أو وفاة الوالدين والأقارب.. نضع الأيتام تحت الوصاية.. نقوم بحماية حياتهم ورفاهيتهم".
وأكدت السفارة الروسية في واشنطن أنه يجب على الجانب الأمريكي أن يقدم "تقييما موضوعيا لأعمال نظام كييف التي تؤدي إلى مقتل وإصابة الأطفال"، مشيرة إلى مقتل 153 طفلا وإصابة 279 آخرين في دونباس، نتيجة قصف القوات الأوكرانية في عام 2022.
وأضافت: "تنفذ القوات الأوكرانية ضربات عسكرية ضد منشآت البنية التحتية المدنية وخاصة على المدارس ورياض الأطفال والمستشفيات، باستخدام الأسلحة الغربية بما فيها أنظمة (هيمارس) الأمريكية".
واتهمت السفارة الروسية واشنطن بأنها "تتكتم على هذه الحقائق بلا خجل، من أجل تبييض صورتها وتشويه سمعة روسيا".
اتهامات أمريكية
واتهمت دراسة أمريكية روسيا باحتجاز أكثر من 6 آلاف طفل من أوكرانيا في مخيمات، بهدف إعادة تثقيفهم، في إجراءات قد تشكل جريمة حرب.
وجاء في التقرير الصادر عن مركز ييل للأبحاث والممول من وزارة الخارجية الأمريكية، أنه منذ بدء الحرب قبل نحو عام، يُنقل أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم 4 أشهر، إلى 43 معسكرا في أنحاء روسيا، بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو وسيبيريا، من أجل "التعليم الوطني والمتعلق بالجيش الموالي لروسيا".
وقال الباحث في مركز ييل، ناثانيل ريموند، إن روسيا "تنتهك بشكل واضح" اتفاقية جنيف الرابعة حول معاملة المدنيين خلال الحرب، معتبرا التقرير بمثابة "إنذار كبير" شبيه بالإشعارات الأمريكية العامة المتعلقة بخطف أطفال.
وأكد أمام الصحفيين أن الأفعال الروسية "في بعض الحالات قد ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".
وطالب التقرير بهيئة محايدة يُسمح لها بالوصول إلى المعسكرات، وبأن توقف روسيا على الفور إجراءات تبني أطفال أوكرانيين.
وقالت الحكومة الأوكرانية مؤخرا إن أكثر من 14,700 طفل رُحلوا إلى روسيا، حيث تعرض البعض منهم لاستغلال جنسي.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير 2022، سُجّل أكثر من 7,8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.